أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

📁 آخر الأخبار

لماذا نشعر بمرور الوقت سريعا؟

لماذا نشعر بمرور الوقت سريعا؟

 
تسارع الوقت


هل سبق لك أن نظرت إلى الوراء على سنوات مضت وشعرت بأنها انقضت في غمضة عين؟ تلك الظاهرة الشائعة، الشعور بأن الوقت يمضي بشكل أسرع مع تقدمنا في العمر، هي موضوع هذا المقال. سنتناول أسباب تسارع الوقت المُدرك، بدءًا من دور الذاكرة وصولًا إلى التغيرات العصبية، مع تقديم بعض النصائح العملية للتعامل مع هذا الشعور. سنجيب على سؤال محوري: لماذا يبدو أن الوقت يسرع كلما تقدمنا في العمر؟

الذاكرة والزمن المُدرك:

يلعب دور الذاكرة دورًا حاسمًا في كيفية إدراكنا للوقت  فكلما زادت كثافة الأحداث الجديدة في فترة زمنية مُعينة، كلما بدا أن هذه الفترة أقصر. تخيل طفولتك – مليئة بالخبرات الجديدة والأولى: أول يوم في المدرسة، أول دراجة، أول حب.
 هذه الذكريات الغنية تُشغل مساحة كبيرة في ذاكرتنا، مما يجعلنا نشعر بأن تلك السنوات امتدت لفترة أطول أما مع تقدم العمر، تتكرر الأنشطة اليومية، وتصبح الأحداث أقل تميزًا، وتصبح الذاكرة أكثر انتقائية، فنتذكر الأحداث البارزة فقط، مما يُقلل من إدراك طول الفترة الزمنية. يُضاف إلى ذلك تراجع قدرة الذاكرة مع التقدم في العمر، مما يُساهم في تسارع الوقت المُدرك بشكل ملحوظ.

النشاط والانشغال وتسارع الوقت:

نمط حياتنا له تأثير كبير على كيفية إدراكنا للوقت. حياة الروتين اليومي المُتكرر تجعل الأيام تبدو متشابهة، فتندمج في الذاكرة بشكل مُشوش، مما يُقلل من إدراك طولها. على النقيض، الأحداث المثيرة والغير متوقعة تترك انطباعاً أقوى في ذاكرتنا، وتمتد مدة إدراكها الزمني. وهذا يُفسر لماذا تبدو العطلات أطول من فترة عمل مُتساوية في الطول. النشاط المُفرط، في حين أنه قد يبدو مُنتجاً، يُمكن أن يُسبب تسارع الوقت شعوراً بعدم كفاية الوقت، مما يُضاعف من الشعور بتسارع الزمن.

 التغيرات العصبية وتسارع الوقت:

هناك أساس بيولوجي لإدراكنا للوقت، ويرتبط ارتباطًا وثيقًا بوظائف الدماغ. تلعب منطقة الحُصين، المسؤولة عن تكوين الذكريات، دورًا رئيسيًا في كيفية إدراكنا للوقت. مع تقدم العمر، يُمكن أن تحدث تغيرات في نشاط هذه المنطقة، كما تتغير مستويات بعض الناقلات العصبية المُهمة في عملية معالجة الوقت. يُشير البحث العلمي الحديث إلى دور التغيرات العصبية في تسارع الوقت، لكن الأبحاث لا تزال مستمرة لفهم هذه الآليات بشكل أعمق.

  •  كيفية التعامل مع تسارع الوقت:

لا يعني الشعور بتسارع الوقت أن الوقت يمضي فعلياً بشكل أسرع، بل هو تغير في كيفية إدراكنا له. لذلك، يُمكننا اتخاذ بعض الخطوات لتحسين إدراكنا للوقت والشعور بأننا نستمتع به بشكل أفضل:

  1. الوعي باللحظة الحالية: ركز على ما تقوم به الآن، وتجنب التفكير في الماضي أو المستقبل.
  2. تنويع الأنشطة اليومية: تجنب الروتين المُمل، و حاول إضافة أنشطة جديدة ومُثيرة.
  3. إعطاء الأولوية: ركز على الأشياء المهمة حقاً، و أَولِها الأولويات.
  4. ممارسة التأمل واليوجا: تساعد هذه الممارسات على تحسين التركيز والوعي باللحظة الحالية.

هذه النصائح تُساعد على إبطاء تسارع الوقت المُدرك، والاستمتاع بكل لحظة على حدة.

يشعر الكثيرون بتسارع الوقت مع تقدمهم في العمر، وهذا الشعور ناتج عن تفاعل عوامل متعددة، منها تغيرات في الذاكرة، ونمط الحياة، والوظائف العصبية. فهم هذه العوامل يُساعدنا على التعامل مع هذا الشعور بشكل أفضل، واستغلال وقتنا بشكل أكثر فعالية. لا يزال البحث العلمي يُجرى لفهم جميع أبعاد هذه الظاهرة المُعقدة. نأمل أن يُساعدك هذا المقال على فهم أسباب تسارع الوقت والتعامل معه بشكل إيجابي.

تعليقات



#{"MegaStyle": "Mega2", "MegaLabel": "صحة"}