تعفن الدماغ و كيفية تأثير مواقع التواصل الإجتماعي.
في زمن الفيسبوك وتويتر، وفي زحمة الأخبار الكاذبة، صار كثير من الناس يشعر بإحساس غريب، إحساس بالضياع والإرهاق النفسي. سمعنا كلمة "تعفن الدماغ" كثيرة هذه الايام، وهي كلمة لفتت انتباه معجم أكسفورد نفسه! لكن ماالمقصود بها بالضبط؟ هل هي مجرد كلمة عامية تعبر عن الإرهاق العقلي، أوهناك أسباب أعمق من وراء انتشارها؟ في هذا المقال، سوف نغوص في معاني "تعفن الدماغ" المختلفة، من الجانب النفسي والاجتماعي وحتى العلمي.
- ماهو تعفن الدماغ؟
أن "تعفن الدماغ" ليس مصطلح طبي دقيق. هو كلمة عامية تُستخدم للتعبير عن مجموعة من المشاعر والحالات، منها الإرهاق العقلي والشعور بالإرهاق الشديد، وحتى فقدان التركيز والإحباط والضياع في فيض المعلومات ونتيجة الاستهلاك المفرط لمواقع التواصل الإجتماعي و التكنولوجيا الحديثة بصورة عشوائية ،غير نافعة ،رخيصة ومضيعة للوقت بمعنى أصح، هي تعكس شعور بأن العقل مُثقل بالهموم والأفكار والمعلومات إلى درجة تُعيق قدرته على الاستيعاب والتفكير بشكل سليم وواضح،و البعض يستخدم "تعفن الدماغ" للتعبير عن ضياع الناس في هذا الفيضان من المعلومات الخاطئة.
والمثير للانتباه هو أن هذا الشعور أصبح منتشراً بشكل واسع، مما يدفعنا لفهم أسبابه وتأثيراته."
- أسباب تؤدي لتعفن الدماغ:
بعد ما عرفنا المقصود من تعفن الدماغ بشكل عام، يهمنا نبحث في أسبابه. حيث هناك أسباب كتيرة ممكن تؤدي إلى هذا الشعور، وأهمها:
- الإرهاق العقلي: الكثير من العمل أو الدراسة أو التفكير يؤدي إلى إجهاد عقلي شديد.
- ضغط الحياة اليومية: مشاكل العمل، المال، العائلة وغيرها من ضغوطات الحياة.
- سوء التغذية وقلة النوم: النظام الغدائي الغير صحي ونقص النوم يؤثر بشكل كبير على صحة الدماغ.
- إدمان وسائل التواصل الاجتماعي: قضاء وقت طويل على الهاتف والتواصل الاجتماعي يسبب التشتت والقلق.
- قلة الحركة والنشاط البدني: عدم ممارسة الرياضة يؤثر سلباً على الصحة العقلية والجسدية.
- التعرض الدائم للمعلومات السلبية والكاذبة: قراءة أو مشاهدة أخبار سلبية وغير موثوقة يسبب التوتر والقلق.
هذه بعض الاسباب المؤدية الى تعفن الدماغ وأكثرها شهره لحدوث هذا الإضطراب.
- اضرار تعفن الدماغ:
بعد ما تعرفنا على أسباب تعفن الدماغ، يهمنا جدا معرفة الاضرار اللي ممكن تسبّبها هذه الحالة. أضرار "تعفن الدماغ" متعددة وخطيرة، ونذكر منها:"
°صعوبة في التركيز: يصعب على الشخص التركيز في عمله أو دراسته أو حتى في محادثات بسيطة.
°نقص في الذاكرة: يبدأ الشخص بنسيان الأشياء بسهولة، حتى الأشياء المهمة.
°التوتر والقلق: يصبح الشخص أكثر عرضة للتوتر والقلق والانفعال.
°الاكتئاب: في بعض الحالات، يؤدي "تعفن الدماغ" إلى الاكتئاب الحاد.
°مشاكل في النوم: يُعاني الشخص من الأرق والصعوبة في النوم.
°ضعف في الجهاز المناعي: الضغط العقلي يضعف الجهاز المناعي، مما يجعله أكثر عرضة للأمراض.
°مشاكل صحية أخرى: في الحالات الشديدة، قد يؤدي "تعفن الدماغ" إلى مشاكل صحية أخرى، مثل ارتفاع ضغط الدم أمراض القلب.
لا تعتبر هذه القائمة شاملة، فأضرار "تعفن الدماغ" تتفاوت من شخص لآخر حسب شدّة الحالة والأسباب المؤدية لها.
- طرق الوقاية من الإصابة ب"تعفن الدماغ":
هناك طرق كثيرة للتقليل من أعراض "تعفن الدماغ" والوقاية منه، نذكر منها:
- النوم الكافي: ساعات نوم كافية (7-8 ساعات في اليوم) ضروري لصحة الدماغ.
- التغذية الصحية: تناول طعام صحي غني بالفواكه والخضروات يساعد على تعزيز وظائف الدماغ.
- ممارسة الرياضة: الرياضة تساعد على تحسين المزاج وتقليل التوتر والقلق.
- التأمل واليوجا: تساعد على الاسترخاء وتقليل مستويات الهرمونات المسببة للإجهاد.
- إدارة الوقت: تنظيم الوقت بشكل فعال يساعد على تقليل الضغط والإرهاق.
- الابتعاد عن مصادر التوتر: التقليل من التعرض للمواقف والأشخاص المسببة للتوتر.
- الاهتمام بالهوايات: ممارسة الهوايات تساعد على الاسترخاء والشعور بالسعادة.
- الحد من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي: التقليل من وقت استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يقلل من التشتت والقلق.
تطبيق هذه النقاط لا يضمن الوقاية التامة من "تعفن الدماغ"، لكنها تساعد بشكل كبير على تقليل أعراضه والحفاظ على صحة الدماغ.
في النهاية، يُمكن القول إن "تعفن الدماغ"، رغم بساطة مصطلحه، يعكس واقعاً معقداً يتعلق بصحتنا العقلية ونفسيتنا. هو ليس مجرد شعور بالتعب، بل هو مؤشر على حاجة إلى التغيير والاهتمام بصحتنا النفسية والجسدية. فالتخلص من هذا الشعور يتطلب وعياً بأسبابه وتأثيراته، وممارسة أساليب صحية للحياة تساعد على تعزيز صحة الدماغ والمحافظة عليها لذا، دعونا نعمل جميعاً على تجنب "تعفن الدماغ" بكل ما نملك من طاقة وجهد، ونبني أنفسنا بناءً صحياً مستداماً.