أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

📁 آخر الأخبار

لغز النوم:لماذا ننام وكيف يحدث النوم

 لغز النوم:لماذا ننام وكيف يحدث ذلك؟


هل تساءلت يومًا عن سرّ هذا الجزء من حياتنا الذي نقضيه في سبات عميق؟ لماذا يحتاج الإنسان للنوم؟ السؤال يبدو بسيطاً، إلا أن الإجابة أعمق بكثير مما تتخيل. فالنوم ليس مجرد حالة من الراحة بل عملية حيوية.
في هذا المقال، سنغوص في أعماق الأسرار العلمية وراء النوم، سنسبر أغوار العمليات البيولوجية التي تحدث في أجسامنا أثناء النوم، ونكتشف لماذا يُعتبر النوم ركنًا أساسياً لصحتنا البدنية والنفسية، ولماذا يحتاج الإنسان للنوم لضمان عيش صحي و حياة منتجة.
لغزالنوم


كيف ننام؟

تتضمن آلية النوم العديد من العمليات المعقدة التي تشارك فيها مناطق متعددة في الدماغ، والهرمونات، والناقلات العصبية. تلعب "النواة فوق التصالبية" (Suprachiasmatic Nucleus - SCN) دوراً حاسماً في تنظيم الساعة البيولوجية، وهي منطقة في الدماغ تستجيب للضوء وتُنظم إيقاع النوم والاستيقاظ على مدار 24 ساعة.
عندما يبدأ الشعور بالنعاس، تبدأ مجموعة من التغيرات  الفسيولوجية بالحدوث في جسمك وتتلخص ب:
انخفاض مستوى اليقظة: ينخفض نشاط الخلايا العصبية في القشرة المخية، مما يُؤدي إلى انخفاض مستوى الوعي والانتباه.
تغيرات في نشاط الدماغ: تتغير أنماط موجات الدماغ خلال مراحل النوم المختلفة. يمر النوم بمراحل متعددة، تبدأ من النوم الخفيف، ثم النوم العميق (مرحلة النوم البطيء الموجي)، ثم النوم REM (Rapid Eye Movement)، والذي يُعتبر مرحلة النوم الأكثر ارتباطًا بالأحلام.
دور الناقلات العصبية: يلعب عدد من الناقلات العصبية، مثل الميلاتونين، والسيروتونين، والجابا، دورًا رئيسيًا في تنظيم النوم. الميلاتونين يُعزز النوم فهو هرمون يفرز من الغذة الصنوبرية يزداد إفرازه في الليل و خصوصا في الظلام، بينما يعمل الجابا على تثبيط نشاط الخلايا العصبية مما يوفر للشخص نوم مريح.
التفاعلات الهرمونية: تتغير مستويات الهرمونات المختلفة، مثل الكورتيزول، أثناء النوم. انخفاض مستوى الكورتيزول يُساعد في الاسترخاء والنوم.

لماذا ننام وكيف يحدث ذلك؟

النوم، هذه الحالة اليومية التي يغرق فيها الوعي، يبدو ظاهريًا كفعل بسيط، لكنه في الواقع عملية بيولوجية معقدة للغاية، تشارك فيها مناطق متعددة من الدماغ والجسم. لا يزال العلم يكتشف أسراره الكاملة، لكن التقدم الملحوظ في العلوم العصبية وعلم الأحياء الجزيئي كشف النقاب عن الكثير حول أسباب النوم وآلياته.
و على الرغم من أننا نقضي ثلث حياتنا تقريبًا في النوم، إلا أن وظيفته الدقيقة لا تزال محل نقاش بين العلماء. لكن، تتفق معظم النظريات على أن النوم ضروري لأداء وظائف حيوية متعددة، منها:
•إصلاح وإعادة بناء الأنسجة:
 أثناء النوم، يخضع جسمنا لعملية إصلاح وإعادة بناء الأنسجة التالفة. تُفرز هرمونات النمو بشكل مكثف خلال النوم العميق، مما يساهم في نمو وتجديد الخلايا، وإصلاح العضلات والأنسجة. كما أن النوم العميق ضروري لعملية إزالة البروتينات الضارة التي تتراكم في الدماغ خلال النهار.
•تقوية الذاكرة وتثبيت التعلم:
 يُعتبر النوم حاسمًا في تثبيت المعلومات التي تم تعلمها خلال النهار. خلال مراحل النوم المختلفة، يتم نقل الذكريات من منطقة "الهيبكامبوس" (المسؤولة عن تشكيل الذكريات الجديدة) إلى مناطق أخرى من الدماغ لتخزينها طويلة المدى. تُظهر الدراسات أن الحرمان من النوم يؤدي إلى ضعف في الأداء المعرفي، وصعوبة في التعلم وتذكر المعلومات.
•تنظيم المناعة:
 يُعد النوم ضروريًا لوظيفة الجهاز المناعي. خلال النوم، يفرز الجسم العديد من السيتوكينات، وهي بروتينات تلعب دورًا رئيسيًا في الاستجابة المناعية. يُلاحظ أن الحرمان من النوم يضعف جهاز المناعة، ويزيد من قابلية الإصابة بالأمراض.
•تنظيم عمليات الأيض:
 يُؤثر النوم بشكل كبير على تنظيم عملية الأيض في الجسم. أثناء النوم، يتم تنظيم مستويات السكر في الدم، وضغط الدم، ومعدل ضربات القلب. يُعتقد أن الحرمان من النوم يزيد من خطر الإصابة بالسمنة، ومرض السكري، وأمراض القلب.
•الوظائف العصبية:
 النوم يُساهم في تنظيم النشاط العصبي في الدماغ، مما يحسن المزاج، ويقلل من التوتر والقلق، ويُعزز الصحة النفسية العامة.
•زيادة الإنتاجية:
 النوم الكافي يُحسّن التركيز والانتباه، مما يُزيد من الإنتاجية في العمل والدراسة.
•تحسين الصحة الجلدية:
 يساعد النوم على تجديد خلايا الجلد، ويُحسّن من مظهره.

  • دورة النوم:

النوم عملية بيولوجية معقدة تتكون من عدة مراحل، يمر بها الجسم والعقل لاستعادة النشاط الجسدي والذهني. وتنقسم هذه المراحل إلى مرحلتين رئيسيتين: نوم حركة العين غير السريعة (NREM) ونوم حركة العين السريعة (REM).
1•نوم حركة العين غير السريعة (NREM)
هذه المرحلة تشكل حوالي 75-80% من دورة النوم وتُقسم إلى ثلاث مراحل فرعية:

أ. المرحلة الأولى (NREM 1)
الوصف: مرحلة انتقالية بين اليقظة والنوم.
و فيها تنخفض نشاطات الدماغ مع استرخاء العضلات، و احتمالية حدوث "ارتعاشات النوم"حركة العين تكون بطيئة أو تختفي.
المدة: تستمر من 1 إلى 7 دقائق.
ب. المرحلة الثانية (NREM 2)
الوصف: النوم الخفيف، وهي المرحلة الأطول في دورة النوم.
ينخفض معدل ضربات القلب ودرجة حرارة الجسم.
تظهر على مخطط الدماغ موجات تُسمى "مغازل النوم" و"المركبات K"، والتي تساعد في تحسين التعلم والذاكرة.
تقل الحركة الجسدية.
المدة: حوالي 10-25 دقيقة في الدورة الأولى وتزداد في الدورات التالية.
ج. المرحلة الثالثة (NREM 3)
الوصف: النوم العميق أو نوم الموجات البطيئة.
تظهر موجات دماغية بطيئة تُسمى موجات دلتا.
يصعب إيقاظ الشخص في هذه المرحلة، وإذا استيقظ، قد يشعر بالتشوش.
تُعتبر هذه المرحلة أساسية لاستعادة النشاط البدني وتجديد الأنسجة وتعزيز جهاز المناعة.
المدة: تستمر 20-40 دقيقة في الدورة الأولى وتقل مع تقدم الليل. 2•نوم حركة العين السريعة (REM)
الوصف: مرحلة النوم التي تحدث فيها الأحلام.
نشاط الدماغ يزداد، ويصبح مشابهًا لنشاطه أثناء اليقظة.
تتحرك العينان بسرعة تحت الجفون.
ترتخي عضلات الجسم تمامًا (شلل مؤقت يمنعك من تنفيذ الأحلام).
تحدث في هذه المرحلة عمليات تثبيت الذكريات وتنظيم العواطف.
المدة: تبدأ بدقائق معدودة وتزداد تدريجيًا في الدورات اللاحقة لتصل إلى 30-50 دقيقة.

  • أضرار الحرمان من النوم:

النوم من العمليات الحيوية المهمة لجميع الكائنات الحية فهو الطريقة التي يتم بها تنظيف التالف من انسجة الجسم وإعاده بنائه ولكن الحرمان من النوم يؤدي غالبا إلى:
  1. الإصابة بالامراض و الإضطرابات النفسية مثل القلق والإكتئاب.
  2. إصابة الجسم بأمراض خطيرة ومزمنة مثل أمراض القلب وإرتفاع ضغط الدم.
  3. تلف البشرة وظهور التجاعيد والشيخوخة المبكرة.
  4. قلة الإنتاجية والنشاط مع الشعور الدائم بالخمول والتعب والإرهاق.
  5. تتدهور عمليات الوعي والإدراك و إنخفاض معدل التذكر.
و هكذا فإن النوم ليس مجرد رفاهية، بل هو ضرورة حيوية لصحتنا الجسدية والنفسية.

  • نصائح للحصول على نوم هانئ:

للحصول على نوم هانئ ومريح عليك إتباع الخطوات التالية:
  1. تجنب شرب المنبهات قبل الذهاب إلى النوم .
  2. ابتعد عن استخدام الهاتف الجوال قبل النوم بنصف ساعة على الأقل.
  3. تجنب السهر وعوّد نفسك للنوم المبكر للحصول على قسط كافي للنوم.
  4. حاول أن تنسى أو تتناسى المشاكل و الهموم فوقت النوم للنوم وللهموم اوقاتها.
  5. أطفى الانوار و حافظ على درجة حرارة مناسبة.
  6. النوم في مكان هادئ و مناسب.
  7. نظم وقتك و انجز اعمالك في أوقاتها المناسبة وذلك يكون بالنوم المبكر والإستيقاظ المبكر.
  8. مارس الرياضة و أهتم بنظامك الغذائي.

يبقى لغز النوم حتى اللحظة من الالغاز التي يسعى العلم لحلها و الكشف عن اسرارها ولأن النوم من العمليات الحيوية لبقاء و استمرار حياة المخلوقات عامة والإنسان خاصة واهميته النفسية والجسدية فإن الأبحاث العلمية لاتزال مستمرة في هذا المجال الحيوي لكشف هذا اللغز البديع الذي يُشكل ثلث حياتنا.







تعليقات



#{"MegaStyle": "Mega2", "MegaLabel": "صحة"}